الصفحة العربية الرئيسية

الجمعة، أكتوبر 21، 2011

القذافي وسنن التاريخ... الثوار والأخلاق

اليوم تشرق الشمس لأول مرة منذ اثنين وأربعين عاما على ليبيا بلا عقيدها القذافي، لقد لقي القذافي اليوم مصيرا جلل يصعب تجاوزه في كل حالات التفكير العابر والمتأمل..
وهكذا هي سنن التاريخ...
ولقد سجل التاريخ على هؤلاء الثوار مثلما سجل لهم، مواقف انتقامية ووحشية، أرجو ان يتم تلافيها سريعا والخروج منها بإعتذار وتبرير وتنديد بما جرى لأسير حرب يطلب الرحمة، ولمتهم مطلوب لدى العدالة ولميت ينتظر الدفن...
انسانيا فإن قوانين العالم كلها تحرم اساءة معاملة اسرى الحرب، وبعيدا عن القانون كنا ننتظر من أخواننا الثوار ان يقدموا نموذجا مغايرا لأسلوب القذافي واتباعه، وقانونيا ايضا فإن القذافي مطلوب للعدالة وطالما تسنى اعتقاله حيا فمن ذا يبيح قتله بدون محاكمة، أهي القوانين الثورية؟
ليس أقل من أن يعتذر المجلس الإنتقالي وأن يقدم للمحاكمة قتلة القذافي ليس أنتصار له ولكن انتصارا لقيم الحق التي نرجوا ان ينبني عليها مشروع ليبيا القادم.
أما دينيا فمن ذا يجيز الإساءة لميت؟
تذكروا يا أخوتي أننا قبل كل شيء  مسلمين....

الأربعاء، أكتوبر 19، 2011

اريد ان اتكلم لإنسان احبه

انني الآن افتقد صوت حبيب اكلمه فيطمئن إلى حديثه قلبي.
أحتاج لصوت يهمس في اذني بكلمة حب تمسح عن نفسي رهق الماسافات التي طالما باعدتني عن احبابي وعن الأرض التي اقلتهم، هذه من اقسى الفترات التي يعيشها المرء دون ان يلتزم شيئا من غرام في النفس.
لقد غادرتني دارلين في صيف حار وازداد بفراقها كل آلام نفسي، وهي تعلم ان فراقها قد جاء ليجردني من اكل احبابي الذين غادروني في محطات السفر العديدات... وبقيت انا
دارلين ذهبت فجعلت اضرب موعدها مع كل اشراقة شمس وغروب، مع كل رنة هاتف وكل هاتف شوق، جعلت عندما امر بذاك الحي الذي اواها انثني وكأن هاتفا يناديني ويلح في النداء
وألح في الرجاء، ان ها حبيبة، ها أطلي، ها أقبلي...
ألح في الرجاء
حتى اصابني من ذلك عنت الشوق وشق على نفسي  ماتلقى نفسي
وعدت منها لطريق حبيبة
حبيبة التي وهبت ايامي اياما
وزادت عمري عمرا
وكتبت لبسمتي اطلالة جديدة على شفاه جفت من جدب ايام صيفيات
حبيبة علمتني من جديد انني اعرف الإبتسام والمزاح بل والضحك واللعب واللهو
علمتني من جديد معنى الفرح
حبيبة لم يكن يصلح لها من اسماء الدنيا إلا ان تكون حبيبة عندما اناديها انا
ثم جاءت الحرب
كأن حرب الحياة التي اعيشها لم تكن تكفي
فجاءت الحرب الضروس التي تهلك الأرواح بعد ان عذبتها بالقسوة والشقاء والغربة
جبيبة الآن تغادر
هكذا بدت لي
تغادرني مثلما تغادر الشمس في المساء
مثلما تغادر الروح الجسد
بل مثلما تستل الروح من الجسد
بكيت كثيرا لفراق حبيبة قبل ان تغادر ثم بعد ان غادرت وبعد ذلك وبعده وبعده
مالهذه الدنيا تفجعنا في محبينا
بل مالهذه الدنيا لا تحفظ في الناس الوفاء؟
ماذا تبقى ياترى؟
بقيت انا، والشوارع والساحات مسارح الماضي الشجي؟
فلتبقى المسارح إذا
وها أنا ذا أغادر ايضا
لقد غادرت الشوارع والبنايات والأحياء والمسارح التي ضمت هؤلاء جميعا بليل
خرجت من مدينتي الجميلة طرابلس
تركت احيائها من تاجوراء والسبعة والفرناج وعين زارة وزناته وبن عاشور والفشلوم والحشان وعرادة وسوق الجمعة والشرقية والضهرة وحي دمشق والخضرة والحداد وبوسليم وحي الأكواخ وغرغور وطريق المطار والسريع وقرجي وغوط الشعال وحي الأندلس وقرقارش والسراج والدريبي وقدح والجبس
تركتها كلها وتركت كل الوجوه مطبوعة في كل تلك الطرقات والمقاهي والمؤسسات والبيوت
عبرت الموت للقارة العجوز
ووجدتها عجوزا انهكتها الأيام
القارة العجوز شديدة الحكمة والعقلانية والنظام
لأنها عجوز
شديدة العبوس والصرامة
لأنها عجوز
جعلت ابحث عن وجوه احبابي واحدا واحد
كلمت حبيبة فوجدتها اول المتنكرين لصوتي
حبيبة نسيت صوتي ولم تعد تحفل بي وبصوتي وبكلماتي التي كانت تطربها
عندئذ هزمت
هزمتني حبيبة والأيام
وتركوني جميعهم للقارة العجوز
كم مشتاق انا لصوت يأتيني من هناك
صوت يأتيني بكلمات حبيبة تذكرني بأننا مانزال نحيا هذه الحياة
الناس هنا يتساءلون: لو كانت الحياة تستحق ان نعشها
الناس هنا يقول  بعضهم: ان الحياة عبثية
لكننا نقول لهم: ان  الحياة ليست كذلك، الحياة اجمل من ان نستكثر عليها رحلة ايامنا
والحياة اعمق من أن تكون عبثية
الناس هاهنا يستغربون كيف نبتسم نحن
بل كيف نضحك نحن
نحن المعذبون في الأرض مازلنا نضح والحياة عابسة
مازلنا نعبث في وجه الأيام لعلها ترتخي وتتنازل عن صرامتها وجديتها ونظامها
لعلنا نعود لشيء من ذام الهرج
نكاد نفقد القدرة على الحياة في غياب الأصوات الحبيبة
أين تلك الأصوات والوجوه الدافئة التي ضيعناها بالأمس ؟
لا احب ان استسلم لليأس لأن الأيام الماضيات كن جميلات، ولكن هل من وجوه تعرف الإبتسام هاهنا؟
الحياة قاسية هاهنا
قاسية يا احبابي