الصفحة العربية الرئيسية

الثلاثاء، أغسطس 30، 2011

ترى كيف هو العيد في شارع الرشيد(طرابلس)

( ذكريات من ليبيا)
ما أروعك ليبيا...

الموسم...
إنه اليوم الذي يسبق العيد، فطرا كان أو أضحية.
ولليبيين ولع باليوم الأخير بل والساعات الأخيرة قبل كل عيد من اجل ابتياع حاجات العيد، فينطلقون بكلياتهم لأكثر الشوارع ازدحاما بالباعة من ملابس وألعاب وأهازيج، من شارع الرشيد.
شارع الرشيد هذا يمثل علامة فارقة لعروس البحر طرابلس في كل الأحايين.
الليبيون يطلقون عليها عروس البحر والنهر نزولا عند هوى العقيد القذافي في أيامه الفريدات، أما النهر فهو النهر الصناعي (العظيم) كما كان يحلو للعقيد الليبي أن يسميه، وقد كان انفق عليه من أموال الليبيين مليارات فوق مليارات كي يجلب الماء العذب من عمق الصحراء لمدن الشمال.
الماء والخضرة والوجه الحسن!
لكن النهر لم يكسو طرابلس ثوبا من الخضرة فتتسمى به او بالخضرة
كتونس الخضرا التي ظل نزار قباني المتعب بعبئ محبتها يغازلها
ياتونس الخضراء...
ياتونس الخضراء، هل في العيون التونسية شاطء
ترتاح فوق رماله الأعصار؟
بحرية العينين ياقرطاج
شاب الزمان وانت بعد شباب!
اما العقيد فقد لون شوارع المدينة الجميلة بالرايات الخضراء وصور الكتاب الأخضر لعلها تخضر، لكنها المقادير
ولطرابلس البحر وجه حسن
وللبحر إطلال كإطلال المحب على حبيب، من قبيل طرابلس، يهديها من النسمات الوادعات ما يغزل مساءاتها عطرا وجمال
فهي عروس للبحر لا محالة
ثم نعود للعيد
لأننا لو لم نعد إليه فإنه يعود إلينا
ويا وجعي لو مر الموسم على طرابلس والأطفال والنساء في البيوت
لو مر الموسم وشوارع المدينة العروس فارغة من كل ازدحام
تجوبها سيارات المقاتلين حاملة المدافع
ودوي الرصاص
الرصاص والجثث المتناثرة
يا لطرابلس اليوم
ويا لشارع الرشيد
الكثيرون يحتفلون بعيدي الفطر وعيد التحرير كما يحلو للثوار ان يسموه
لعل طرابلس التحرير تكون أجمل
رغم الجثث المتناثرة، ورغم فرحة العيد  الممزوجة بالخوف وصوت الرصاص.
لعلها تكون اجمل
رغم العيد الذي يمضي على كثير من الأطفال بلا هدايا وملابس جديدة
لعلها غدا تكون أجمل
لقد كانت الألعاب النارية هي كل ما يسمعه الليبيون من فرقعات في المناسبات والأعياد، حتى استحالت لمدافع ورصاص حي في موسم العيد
تعلمون ان شارع الرشيد ينطلق بالمارة سيرا على الأقدام حتى يلتقي الرافد الآخر شارع عمر  المختار فينطلقا بالزحام نحو الساحة الخضراء سابقا ويليك إلى اليسار بوابة الحرية وسوق الذهب ومدخل المدينة القديمة حيث تنبض كل الأشياء بالعيد
ليت أهلنا الليبيين يفرحون بالعيد
ليتهم يفرحون..
ليت القلوب تنشرح من أجل الراحة بعد رهق، والحرية الحمراء قد خضبت كل الأيادي على ابوابك طرابلس الجميلة
العيد يعود إلينا يا أخوتي في ليبيا
فليتنا نعود إليه والأيادي مفتوحة للحياة وللأمل
يا لطرابلس الجميلة
دعوا العالم يعرفكم، بعد ان غطى عليكم الظلام المهيب في مسرح بلادكم
والمسرحي الوحيد، كان العقيد
دعوا الدنيا تعرفكم، وفي بلادكم عشرات الآلاف من أشجار الزيتون
فليحمل كل مبتسم غصنا اخضر
دعوهم يعرفوا أنكم كذلك وإلى ذلك، فأنتم اصحاب النجع وخيمات صاحب العقل وفكر الكوني وجدليات التليسي، والصادق النيهوم
أيقظوا اليوم شيخ الشعراء احمد الشارف من رقاده فقد اشرقت الشمس
ولا تنسوا شاعر الوطن احمد رفيق المهدوي
تذكرون سليل جبل نفوسة؟
هذا هو الشـــــــــــــعر الذي شهد الحروب الهائلات
وعليه امطرت القنابل كالــــــــــــــصواعق نازلات
خاض المعامع - لا يهاب- على الجياد الصـــافنات
حبا بتطــــــــهير المواطــــــــن من بني الإيطاليات
آليت ان يبقى إلى أن يعـــــــــــــــبر الجند القنــــــاة
إنه سليمان الباروني
الباروني الذي اشتهى وأشتهينا معه جميعا ان نرى عروس البحر في ثياب باهرات
ونرى طرابلس العزيزة في ثيابات باهرات
مابين تهليل وتكبير وتقديم الصلاة
كأن الرجل قد سافر بخياله إليكم اليوم
فلا تردوا لهفة المحب الخاطب ود عروستكم
وليكن العيد
وليت طرابلس تكون أجمل
أحبكم...


هناك 5 تعليقات:

عبدالله عبدالعزيز الأحمر يقول...

ياله من آثر

ahlam يقول...

كانت أيام جميلة يا أخي العزيز وسوف يعود العيد كما كان ان شاء الله ونتمني نعود

ahlam يقول...

كانت أيام جميلة يا أخي العزيز وسوف يعود العيد كما كان ان شاء الله ونتمني نعود

baz يقول...

الله عليك ياعبده مشيت بينارحلة جميلة من الماضي الي المستقبل ومريت بينا علي الحاضر

غير معرف يقول...

ونحن نحبك يا هاجر الأوطان اينما حططت رحالك ....الأسبوع الأخير من الشهر الكريم كان مصيري فأما استمرارية العقيد القذافي أو نصر الثورة الليبية وقد كان اسبوعا ثقيلا بين دوي للانفجارات وقصف للطائرات يطعمه شدو البنادق والرشاشات التي حلت مؤخرا محل زقزقة العصافير ولا ننسى انقطاع المياه الذي لازال مستمرا واتى العيد يحمل معه نصر الثوار في معركة طرابلس واختفاء العقيد القذافي فكانت الفرحة رغم رائحة الموت وتراكم الدمار تخرج كاسطورة طائر الرخ الذي ينبعث من رماد وجاءت أعياد الفاتح دون رايات خضراء تملأ الشوارع والبلاد بل كان علم الأستغلال يرفرف في كل زنقة وكل دار في عروس البحر والنهر وكان التكبير ( الله أكبر الله أكبر ) يرتفع في كل مآذن طرابلس مؤذنا بصفحة جديدة سيسطر فيها تاريخ ليبيا الحديت ( ليبيا ما بعد ثورة 17 فبراير ) وأخيرا من ليبيا يأتي الجديد ( واللي ما عاش في ليبيا فاته الجو كله ) غيداء