الصفحة العربية الرئيسية

الأحد، يوليو 07، 2013

بين النخب والعامة – تجارب حكم وآراء محكومين!

تقليديا ظلت شؤون الحكم والعمل العام من صميم اهتمامات النخب المثقفة والمفكرة و( المتعلمة في مراحل مبكرة)، ولم يكن رجل الشارع العام إلا متبعا بسيطا، تحركه الشعارات الفضفاضة التي تلامس بعض المفاهيم المحدودة واللصيقة بشؤون حياته واحيانا دينه!
مما اسفر عن علاقة شائكة بين انظمة الحكم وبين قطاعات هذه النخب استرضاءا واستمالة وتلهية (إحتواءا) من جهة واستعداءا وترهيبا من جهة اخرى، فيما توزع اهتمام هذه الشريحة المثقفة والمتعلمة – إلى حد بعيد - بين  منازلة الاستبداد والفساد في الحكم وبين استنهاض الوعي  واليقظة والتعليم – ولو نظريا- بين شرائح المجتمع المختلفة بحسبان المعرفة هي الطريق الاقصر لتنمية مشاركة الشعوب في صياغة حياتها والمطالبة بقدر اكبر من العدالة والتنمية والحرية وحكم القانون، ليس في عهود الديكتاتوريات والحكومات الاوتوقراطية فحسب ولكن في عهود الديموقراطيات الوليدة والهشة جراء انعدام الوعي العام بمفرداتها واستحقاقاتها.
التجربة العملية اثبتت ان العلاقة بين الحكومات وبين النخب قد لا تكون هي الطريق الوحيدة لعامة الناس، بل وقد لا تمثل شريحة المثقفين، ولا تعكس معاناة الشارع العام وهمومه بشكل مباشر في ظل  انشغالها بقضايا فكرية وتفاصيل اكثر تعقيدا وترفا، مما خلق علاقة جديدة بين كثير من الانظمة ذات القيادات المنحدرة من طبقات الشعب الدنيا وبين جماهير الشعب (أمريكا اللاتينية)، تلبي رغبات الانسان العادي وتعكس تطلعاته البسيطة.

ما حدث في مصر بعيد الانتخابات الاولى بعد ثورة 25 ياناير يمثل فارقة إذ اعتبرنا ان وصول الرئيس المصري محمد مرسي لكرسي الحكم لم يتسنى  من قبل شرائح المجتمع المستنيرة  ولا عامة نخبه المثقفة ممثلة في فنانيه ونقابييه و سياسييه في المدن الكبرى ومراكز الحضر، مما خلق هوة كبيرة بين انسان المدينة الاكثر تحضرا وبين البسطاء الأميين والأقل تعليما في انحاء مصر من قبيل الصعيد المصري وغيره، لكن هذه الهوة او الظاهرة الجديدة لم تكن حاسمة في اثبات فشل النظرة الكلاسيكية لشريحة النخب  ومن جهة اخرى فإن النخب المثقفة رغم عدم رضاها وتوثبها لاسقاط رئيس حملته للسلطة طبقة غير متعلمة وغير مدركة لجسامة اختيارها لم تكن تملك مفاتيح الحل ولا القدرة على التصدي لرئيس شرعي جاء على اكتاف البسطاء وغير المتعلمين، لكن السلطة الحاكمة لم تظهر اهتماما ولا برامج لدعم هؤلاء البسطاء علاوة على استعدائها للشريحة النخبوية بتصرفاتها وقراراتها المتهورة وغير الحكيمة مما اكسبها عداوة النخب وسحب منها او اضعف مدافعة البسطاء والعامة فسقطت الحكومة على نحو غير قانوني، مسخوطا عليها من قبل النخب وغير مأسوف عليها من قبل العامة...
التجربة العملية هنا تضعنا بين مقارنة ما جرى في مصر وما جرى في بعض دول امريكا اللاتينية، بين انتصار النظرة الحديثة للعامة والاعتماد عليهم والتواصل معهم مباشرة وبين ما يمكن ان تقدمه هذه الحكومات من اجل اقناع هؤلاء العامة بجدوى اختيارهم دون الحاجة – بالطبع- لإستثارة الاخرين بقرارت وتصرفات غير محسوبة، لنقرر بأن سلوك الحكومات في كل الاحوال هو الذي يثبت أو ينفي صحة النظريات وليس البحث العلمي المجرد.




الخميس، مايو 09، 2013

السفارة السودانية بليبيا والإبن البار الحاج ماجد السوار

 في زمن اسيف كالذي نعيشه نحن بني (سودان) وحكومات كحكومة المؤتمر الوطني فإن قيام الوزير اوالسفير او الرئيس بواجبه  يعد امرا خارقا، غير طبيعي وغير متوقع من الجميع بمن فيهم ( اركان ) حكومته بل وحتى هو شخصيا قد لا يصدق ما قام به، فيستحق – لذلك- التمجيد كله، ناهيك عن حجم وشكل الواجب الذي قد لا يعدو طلاء حائط في سفارة او تركيب حنفية في شارع عام أو إزالة بعض الشبابيك الخشبية واستبدالها باخرى من الألمونيوم...
يضاف إلى ما ذكرنا حجم المصطلحات والألفاظ التي ادمنها السودانيون في عهد الإنقاذ المجيد، كإستخدام كلمة (طفرة) في تصوير مشروع زراعي معزول حال حصاده بأنه طفرة زراعية وتصوير المهزلة الاقتصادية – لدينا- على انها (طفرة اقتصادية) تشهدها البلاد في ظل حكومة ( إلكترونية ) تستخدم السجلات الورقية ليس نكاية بدافعي الرسوم من السودانيين المغتربين الذين يضطرون للإحتفاظ بإيصالات تجديد جوازاتهم في بلاد الغربة لسنوات لكي لا تجبرهم سلطات ( المغتربين) على الدفع مرة اخرى عند زيارة السودان في حال ضياع الإيصالات التي يحتمون بها رغم وجود نسخة اخرى ( كربونية) يمكن (تصويرها) وارسالها من الاقسام القنصلية جوا او برا او حتى بحرا لأقسام الحكومة (الالكترونية) في الخرطوم رحمة بهذا المواطن المغترب المسكين، لكنها كما قلنا لا علاقة لها بالنكاية والإزدواجية و الاستقصاد لشعوب السودان المهاجرة بقدرما انها إزدواجية الحكومة الإلكترونية والحكومة اللاإلكترونية! إحداهما موجودة على الارض والاخرى في نشرات الأخبار.
كما قلنا فللألفاظ (المصطلحات) حضور فخم ودائم في ذهن السودانيين الذين تم إنقاذهم بحكومة المؤتمر الوطني قبل ربع قرن، ولكي لا تتهموني بالتنطع فإليكم بعضا مما كتب في لوحة كبيرة تم تعليقها في واجهة القنصلية السودانية بطرابلس بليبيا، ولهذه السفارة قصص تطول عندما نعلم ان في السفارة حاج ماجد محمد السوار وما أدراك ما السوار، ولعلكم لم تنسوا قصة هذا الرجل مع السودانيين من منبر التعبئة السياسية بحزب المؤتمر الوطني بل لعلكم لم تنسوا قصته مع الامريكان ايضا عندما تجشم مشاق السفر للمشاركة في مؤتمر الشباب العالمي بامريكا متناسيا ان على أمثاله الإنتظار لإسبوعين من اجل الحصول على التأشيرة الأمريكية، لكنه تقدم للتأشيرة قبل اسبوع من موعد المؤتمر فرفضت السفارة الأمريكية تمكينه من ذلك فركب الرجل رأسه و( عربيته ) الفارهة واتجه لوزارة الخارجية ظنا منه بأن الوزير الانقاذي سوف يخرج ببيان إقفال السفارة الامريكية بالخرطوم او استنكار ماجرى في بيان رسمي، لكن الذي جرى هو ان الوزارة قد اكتفت بشرح ما كان ينبغي على السوار فعله! كما عدت ذلك من قبيل الحرج السياسي في غير وقته
هذا السوار عين سفيرا للسودان لدى ليبيا ليكون اول سفير سوداني في ليبيا ما بعد القذافي، وللرجل نضالات مشهودة في امانة التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني (الحزب الذي انقذنا عام 1989) ووزارة الشباب والرياضة، هذا الرجل السوار قام بصيانة الصالة الرئيسية بالقنصلية السودانية بطرابلس مما يعد مفارقة وإنجازا تاريخيا ودليلا على ان السودان سيظل في حدقات العيون الإنقاذية.
وللأمانة فإن مشهد الصالة فيما قبل كان شديد الزراية والاسى لكن الله قيض لها من حيث لم نحتسب رجلا كحاج ماجد السوار هو وأعوانه البررة حيث لم يكتفوا بواجب صيانتها فحسب ولكنهم ثنوا ذلك الإنجاز بإنجاز آخر عندما علقوا لافتة  كبيرة عند مدخل القنصلية كتب عليها ما يلي:
( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
تمت صيانة صالة الجمهور وإنشاء كاونترات بالقسم القنصلي في عهد أبن السودان البار السفير/ حاج ماجد محمد السوار حفظه الله
بإشراق لجنة مكونة من المذكورين أدناه:-
1- العميد شرطة/ نصر الدين رحال حسن
2- سكرتير أول/ احمد صلاح بيومي
3- سكرتير تاني/ سهيل محجوب صالح
4- المدير المالي/ سيف الدين محمد عبيد
5- الملحق الفني/ محمد آدم تاج الدين
وسيظل السودان وطنا في حدقات العيون
هذه اللوحة إهداء من / عبدالرحيم بخيت - منفذ الكاونترات.... أنتهى
لاحظوا حجم الألفاظ (المصطلحات) في قوله (())))))))((()(عهده) وابن السودان (البار)!
هذا ولله الامر من قبل ومن بعد                       
عبدالله عبدالعزيز الأحمر
طرابلس- جنزور الشرقية
الخميس 9 مايو 2013